انتهى العهد الآثم الذي كان فيه أصحاب القرار يكدّسون في أدراج مكاتبهم عقود السكنات، التي تُبنى بأموال الجزائريين وبدمائهم ودموعهم وعرقهم، يوزعونها كـ''الرّشقة'' في الكباريهات على العشيقات والخليلات وعلى الدافعين أكثـر والأبناء المدللين لذوي النفوذ الأكبر.
كان ذلك ممكنا في عصور ''النيّة''، حين كانت الحيل والأفاعيل تنطلي على الكادحين ''الزوالية''، الذين كانوا يؤمنون بخرافات ''الضيق فالقلوب''، و''اللي ما سكنش فالدنيا يسكن في الآخرة'' و''السكن هو قبر الدنيا'' و''الصابر ينال''.. كل هذه المنوّمات انتهى اليوم مفعولها ليخرج المارد الأبي من قمقمه ولينتفض الشعب الجزائري الحر في كل أرجاء الوطن، مطالبا بحقه في السكن المحترم والعيش الكريم، وبمعاقبة مدمني التلاعب في قوائم المستفيدين، الذين لم يثنهم ما حدث في تونس وليبيا ومصر وما يحدث في اليمن وسوريا عن الاستمرار في ''المقامرة'' بمصالح المواطنين وباستقرار الوطن.. ولتحترق الجزائر مقابل حفنة حقيرة من الدنانير وقُبلة عابرة من حسناء سافرة، وكلمة شكر تافهة من صاحب ''كتاف''.
لن يهنأ لهؤلاء المسؤولين ''غير المسؤولين'' بال، ولن يُغمض لهم جفن، حتى يشاهدوا هذه الجزائر على ركبتيها من جديد.. لن يتوقفوا عن الزج بالفقراء والمساكين، وكم هم كـُثـر، في أتون الفوضى والتخريب والانتحار، حتى تعود الجزائر إلى ما كانت عليه من نار ودمار، فما يضيرهم ونساؤهم وأولادهم ينعمون برغد العيش في أحياء باريس الراقية وبين مروج لندن الزاهية وفي بروج نيويورك العالية، ولا غرابة أن يهتم هؤلاء بأخبار الأمن والأمان والهدوء والاطمئنان في فرنسا وبريطانيا وأمريكا أكثر من اهتمامهم بأحوال الوطن والمواطنين.
انتفاضة السكن الأخيرة هي الدليل المليون على أن مخزون هذا الشعب من الصبر نفد، وعلى أن وضع الجزائر الداخلي والخارجي لم يعد يحتمل المزيد من عقلية ''الكباريهات'' وذهنية ''الرّشقة'' ودلال المومسات، كما أنه لم يعد يحتمل المزيد من السكوت عن هذه السلوكات الفاسدة التي يجب أن يحاكم أصحابها اليوم قبل الغد بتهمة الإخلال بالأمن العام والتآمر ضد مصلحة الشعب والبلد، فعندما يزحف الطوفان لن توقفه لا ''تشيبة'' ولا ''كتاف'' ولا ''قُبلة''.
كان ذلك ممكنا في عصور ''النيّة''، حين كانت الحيل والأفاعيل تنطلي على الكادحين ''الزوالية''، الذين كانوا يؤمنون بخرافات ''الضيق فالقلوب''، و''اللي ما سكنش فالدنيا يسكن في الآخرة'' و''السكن هو قبر الدنيا'' و''الصابر ينال''.. كل هذه المنوّمات انتهى اليوم مفعولها ليخرج المارد الأبي من قمقمه ولينتفض الشعب الجزائري الحر في كل أرجاء الوطن، مطالبا بحقه في السكن المحترم والعيش الكريم، وبمعاقبة مدمني التلاعب في قوائم المستفيدين، الذين لم يثنهم ما حدث في تونس وليبيا ومصر وما يحدث في اليمن وسوريا عن الاستمرار في ''المقامرة'' بمصالح المواطنين وباستقرار الوطن.. ولتحترق الجزائر مقابل حفنة حقيرة من الدنانير وقُبلة عابرة من حسناء سافرة، وكلمة شكر تافهة من صاحب ''كتاف''.
لن يهنأ لهؤلاء المسؤولين ''غير المسؤولين'' بال، ولن يُغمض لهم جفن، حتى يشاهدوا هذه الجزائر على ركبتيها من جديد.. لن يتوقفوا عن الزج بالفقراء والمساكين، وكم هم كـُثـر، في أتون الفوضى والتخريب والانتحار، حتى تعود الجزائر إلى ما كانت عليه من نار ودمار، فما يضيرهم ونساؤهم وأولادهم ينعمون برغد العيش في أحياء باريس الراقية وبين مروج لندن الزاهية وفي بروج نيويورك العالية، ولا غرابة أن يهتم هؤلاء بأخبار الأمن والأمان والهدوء والاطمئنان في فرنسا وبريطانيا وأمريكا أكثر من اهتمامهم بأحوال الوطن والمواطنين.
انتفاضة السكن الأخيرة هي الدليل المليون على أن مخزون هذا الشعب من الصبر نفد، وعلى أن وضع الجزائر الداخلي والخارجي لم يعد يحتمل المزيد من عقلية ''الكباريهات'' وذهنية ''الرّشقة'' ودلال المومسات، كما أنه لم يعد يحتمل المزيد من السكوت عن هذه السلوكات الفاسدة التي يجب أن يحاكم أصحابها اليوم قبل الغد بتهمة الإخلال بالأمن العام والتآمر ضد مصلحة الشعب والبلد، فعندما يزحف الطوفان لن توقفه لا ''تشيبة'' ولا ''كتاف'' ولا ''قُبلة''.