الأمين العام للأفلان، عبد العزيز بلخادم وحسب ما نشرته بعض الصحف يوم أمس، يكون قد أصدر تعليمة يطالب فيها برفع سن الترشح في الانتخابات المقبلة إلى 65 سنة، بما يعني أن جميع دعوات التشبيب التي صدّع بها رؤوسنا سقطت في الماء، وتحولت إلى هف سياسي منظم، ومجرّد أكاذيب حتى قبل افتتاح موسم الكذب الانتخابي المسمّى حملة، وهي في واقع الأمر، ليست سوى هملة تجلب الهم وتقتل الهمة!
بلخادم كذب على الشباب حين قال لهم أنه سيرشح منهم الكثير في الانتخابات المقبلة، وقد يسمي تلك الكذبة أنها بيضاء، أو من ضرورات النفاق السياسي المحلّل، في الوقت الذي سيستمر فيه غالبية الشعب المسكين، من الشباب الزوالية بالتصديق، وممارسة التصفيق، سنة بعد أخرى، وعهدة بعد أخرى، حتى يتكشف للجميع، ولو بعد وقت، أنهم تعرضوا لنصب سياسي واحتيال حزبي، فلا يجدون رداّ على هذا الواقع أفضل ولا أقسى من الانتحار حرقا أو شنقا أو غرقا؟!!
بمعنى آخر، أن جميع الضحايا الذين يذهبون من الشباب نتيجة العمليات الانتحارية الانفرادية أو الجماعية، لم يكونوا موتى من العدم، بل هم مشاريع إحباط تحركت عبر الزمن، وانتهت في نهاية المطاف، إلى أسوإ حالات الرحيل المدوّي، بعد ما ملّ هؤلاء الشباب من دولة يحكمها بلخادم وأويحيى وسلطاني، ويتنافس على برلمانها لويزة حنون وموسى تواتي، ويتكلم باسم الدين فيها عبد الله جاب الله؟!!
لماذا لا تشمل التحقيقات الرسمية وغير الرسمية، بخصوص دوافع ارتفاع ظاهرة الحراڤة أو المنتحرين في الشوارع، هؤلاء السياسيين الذين رهنوا مستقبل البلاد حين قرروا ترشيح من هم فوق الستين، علما أن نسبة كبيرة منهم ستنجح، بحكم اللعبة الانتخابية التي لن تقاوم التزوير ولا بيع وشراء الذمم، وان كنّا هذا العام، سنشهد تزويرا علميا على طريقة المؤامرة العلمية التي قتلت عبد الحميد مهري قبل سنوات، قبل رحيله الجسدي، وهرولة المنافقين لتشييعه ميتا إلى مثواه الأخير؟!
في تونس والمغرب، وأيضا في مصر، عينوا شبابا في سن الثلاثين، ضمن الحكومات التي تلت الثورات العربية، في الوقت الذي يتمسك فيه الأفلان بأصحاب الستين، فهل يحتاج الأمر إلى ثورة في الشارع حتى تسترد الفئة المظلومة من الأغلبية الساحقة، حقها المهضوم؟
ألم يكن البرلمان السابق سببا في إثارة الفتن بدلا من وقفها، وفي خلق الأزمات بدلا من حلّها، وفي تحريك الغضب الشعبي بدلا من احتوائه؟ فلماذا إذن زيادة عدد مقاعده والتذرع بارتفاع عدد السكان، والحرص على تغطية جميع المناطق ذات الكثافة الجديدة؟ فإذا كانت الملايين الضائعة من الجزائريين سابقا لم تجد من يساندها، هل ستجد الملايين الجديدة هذا الدعم والسند؟
قادة بن عمار
14-02-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق